تسعة كفوف مخضبة بالدم .. وصوت غريب في تجويف صخري .. وقبور جماعية أثرية تطرح فرضية جديدة :
ناقة النبى صالح عليه السلام ..
هل خرجت من صخرة في جبل القهر بالجزيرة العربية؟
==========
جبل القهر أو "زهوان" اعجوبة طبيعية تدهش كل من يزوره ولا يمكن لمن لم يره بأم عينيه أن يتخيل مدى الجمال والروعة التي يتمتع بها هذا الجبل وهذا الجمال المسكون بالقسوة والمعاناة.. والحكايات والاساطير التي يرويها سكانه .. او تروى عنه وعمن مروا به خلال مراحل التاريخ. تشكيلات صخرية عجيبة كأنما نحتت بيد فنان تختلف تماماً عن كل ما يحيط بجبل القهر من جبال واودية ومناطق اخرى. حالت طبيعته الصخرية الوعرة والقاسية دون وصول التنمية إليه, ودون شق الطريق فيه طيلة السنوات الماضية. ومع ذلك فلا يمكن لك مع كل الخوف الذي يخالجك وانت تعبر طرقه الوعرة والخطرة الا ان تسير مشدوها بكل ما تمر به. صخور عجيبة.. كهوف .. غابات كثيفة .. أشجار نادرة .. وحكايات لا تخطر على البال أبداً. بعد ان تجتاز قرية الرهوة على قمة القهر تبدأ بالنزول من الجهة المقابلة للجبل عبر طريق وعرة جداً انحدارا الى منطقة صخرية واسعة تسمى "الواديين" يحيط بها جبل القهر من جميع جهاتها وكأنما هي وسط اناء صخري عميق, حيث تفاجأ ببعض الكهوف المسكونة على قمة الجبل, وبعض الغرف والمساكن الحجرية التي لا تتعدى في غالب الاحيان حجرة واحدة او حجرتين في مناطق متناثرة هنا وهناك, يمر خلالها طريق وعر جداً فوق الصخور يؤدي الى منطقة "الشامية" في جهة مقابلة اخرى على قمة القهر.وهذا الطريق يتصل احياناً عبر وصلات اسمنتية قام المواطنون برصفها على نفقتهم الخاصة ،
جاء ذلك في تقرير للدكتور محمد الحربي نشر اليوم السبت في جريدة "عكاظ" السعودية 26/1/2008م .
بعد عبور منطقة الواديين يتفرع الطريق الاسمنتي الى الشامية والى منطقة اخرى تسمى "الوادي الشرقي" وصلنا اليها بعد عناء ومشقة عبر الطريق الصخري الوعر.
أما منطقة الوادي الشرقي فكانت اكثر المناطق غرابة التي زرناها في منطقة القهر.. وما يردده السكان عنها اكثر غرابة من كل ما شاهدناه في جبل العجائب هذا. حيث يعتقد معظم الاهالي ان قوم ثمود قد عاشوا في جبل القهر, وان ناقة صالح قد خرجت من صخرة في جبل الشرقي وقد عقرت في نفس هذا المكان. حيث توجد صخرة بها تجويف ضخم يقولون ان الناقة خرجت من رحم هذه الصخرة, والى جانبها اثر على صخرة في الجبل يقولون انه مخرج الفصيل "صغير الناقة".
الكفوف التسعة
والى جانب هذه الصخرة يوجد منزل صغير بني من الحجر عبارة عن حجرة واحدة يقولون انه احد المنازل الثمودية الاثرية في المنطقة.
كما يوجد قريباً منه كهف كبير جداً يعتبر اعجوبة اثرية بحق, حيث يوجد على جدران الكهف آثار لتسعة كفوف مطبوعة على جدار الكهف يحيط بكل منها آثار حمراء متناثرة حول الاصابع يقولون انها آثار دماء, وهي آثار ثابتة لا يمكن ازالتها الا انه بمجرد ملامستها فان لونها الاحمر يطبع على يد من يلامسها. ويقولون انه لا يمكن ازالة هذه الآثار رغم محاولات بعض المخربين ازالتها من على جدار الكهف, حتى ان البعض استخدم طلقات نارية لازالتها, ويرددون حولها ما يشبه الاسطورة بأن هذه الآثار كانت تعود للظهور بعد كل محاولة تخريبية لازالتها وانتزاعها من مكانها. اما حكاية هذه الكفوف فهي حسب الاهالي تعود الى التسعة الذين عقروا ناقة صالح, وهم حسب الروايات التاريخية والاحاديث: "قدار بن سالف, ومصدع, وأخاه, وحراباً, ورعيناً, وداود خادم الاصنام, والمصرد, ومفرج وكثير" الذين وصفهم الله عز وجل في محكم التنزيل بقوله تعالى:
{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ }النمل48
ويوجد اسفل جدار الكهف قبران احدهما كبير بين بطريقة تشير الى انه ليس على الطريقة الاسلامية يوجد بداخله جثة كاملة مغطاة تتناثر حولها الكثير من الجماجم والعظام المتناثرة حولها, مما يدل على انها دفنت مجتمعة داخل هذا القبر, والى جانبه قبر آخر اصغر من السابق توجد به ثلاث جماجم يبدو انها لرجل وامرأة وطفل بنفس طريقة الدفن الجماعي, ويشير الاهالي الى انها قد تعود جميعها او بعضها الى جثث الذين عقروا ناقة صالح.
والى الاسفل من الكهف توجد حفرة كبيرة بها آثار حريق محاطة بالحجارة على شكل دائرة وتوجد بنفس المنطقة آثار اخفاف ومنطقة يصدر منها صوت يشبه صوت الناقة. يدعم هذه الفرضية الطبيعة الصخرية للوادي الذي تسكنه هذه الآثار العجيبة. وتوجد في بعض المناطق القريبة منها آثار لهياكل عظمية وجماجم بشرية أثرية تفتح الباب على اكثر من سؤال: هل حقاً عاش قوم ثمود في جبل القهر؟ وهل خرجت ناقة صالح من صخرة في هذا الجبل العظيم؟
الفرضية الجديدة
هذه الفرضية التي تتردد على السن الاهالي لم تأت من فراغ فقد قام احد الباحثين وهو هادي علي ابو عامرية بتبني هذه الفرضية ورسم هذا السيناريو التاريخي لهذه الآثار, وبالمقابل واجهته الكثير من الآراء المعارضة لباحثين اثريين يرون ان قوم ثمود انما عاشوا في منطقة الحجر او ما يعرف بمدائن صالح.
ويقول ابو عامرية: لفت نظري ان معظم منحدرات جبال القهر منحوته بفعل فاعل لا بفعل عوامل التعرية, فبدأت في دارسة تلك الظاهرة, وسمعت عن أربعة معالم يتناقل سكان ذلك الموقع روايات عنها, اولها جبل مشقوق يسمع غير بعيد عنه ما يشبه صوت البعير, يقال: انه صغير ناقة صالح, والثاني صخرة طبعت فيها اكف تسعة نفر, يقال انهم عاقرو الناقة, والثالث اثر اخفاف في عرصة صخرية يقال هو اثر ناقة نبي الله صالح حيث خرجت من الصخرة, والرابع ارض صخرية يضرب لون صخورها الى حمرة يقال ان الناقة نحرت في ذلك الموضع, وان حمرة الصخور من اثر دمها فزادتني هذه المقولات رغبة في دراسة آثار ذلك الجبل, لاسيما أن من ضمن الآثار رسومات تعبر عن حياة امة موغلة في القدم, قبل معرفة الانسان الكتابة, ولقد هالني ان أجد دلائل ترجح ان تلك الآثار لقوم نبي الله صالح دون سواهم, لما لمسته من نحوت اعجازية, وتلك معجزة ثمود, فقد كانت معجزتهم التنافس في نحت الجبال. ويؤكد ابو عامرية ان من يزور ذلك الجبل في منطقة الريث بجازان يلاحظ اذا انحدر الى الواديين ان ينحرف يسارا ليشاهد جبلا في ارتفاع هرم خوفو, منحوت من قمته الى قاعدته, وقد وضعت امامه صخرتان متلاصقتان, اذا جلس الزائر على الصخرة التي الى الوادي, ورفع رأسه الى الجبل, سيرى الجبل فوقه كأنه ظله, وقد يقشعر بدنه, ليس هذا المهم, المهم انه سيرى حافة الجبل تقسم رأسه نصفين, تمر بمنتصف رأسه, واذا انتقل الى الصخرة الاخرى, بفارق بضع سنتيمترات, ونظر فوقه سيرى ان الجبل يظلله رغم بعده عن قاعدته". ويشير ابو عامرية الى ان الصخرتين وضعتا بحساب دقيق فوظيفة هذا الجبل المكهف الحماية من المطر, والصخرتان تحدانه من الامام, ومن يجلس على الصخرة التي في جهة الوادي, قد يصيبه رذاذ المطر اذا كان الريح عاصفاً, فاذا تزحزح شبرا وجلس على الصخرة الاخرى فلن يصيبه المطر البتة, ناهيك بمن يكون في القاعدة او بين الصخرتين, واصحاب المزارع التي تجاوره يضعون فيه قصب الذرة بسنابله حال حصاده ليجف دون ان يصيبه المطر, فهة يحميه من المطر ويوفر له الهواء كما لو كان في العراء, وهذا المفهوم توارثته الاجيال, وهذه العقود توجد في الغالب بالقرب من المزارع. ويضيف ابو عامرية: النحوت الاخرى التي رسمت تحتها لوحات ملونة, وبعضها غير ملونة سواء في الشرق او الشمال او في الواديين, هذه الصخور او الاجبال الصغيرة نحتت من أجل ان تصبح لوحات للرسم, وهناك لوحتان في الشرق, الاولى لوحة فارس, والصخرة التي رسمت فيها هذه اللوحة, منحوته على هيئة فطر "عش الغراب" وعمر هذه اللوحات بعمر هذه الحضارة, وهو في اعتقادي لا يقل عن خمسة آلاف سنة, ولا يزيد عن سبعة آلاف".
ناقة صالح
وعن الصخرة التي ولدت ناقة نبي الله صالح عليه السلام يقول أبو عامرية ان جميع المؤرخين السلف, وكذلك المفسرين, ذكروا ان ثمودا طلبوا من نبيهم على سبيل التحدي ان يخرج لهم ناقة من صخرة بعينها, فواعدهم في يوم عيدهم الاجتماع عند الصخرة, ثم وقف امام الصخرة ودعا الله فتمخضت وخرجت منها ناقة عشراء, وفي جبل الشرقي في ارض شبه مستوية, توجد صخرة على جانب احد الاودية, مجوفة والقلع الذي خرج من جوفها, والذي تقلع عن جوانبها لا يزال موجودا ذات اليمين وذات الشمال منها, ويخترق هذه الصخرة التي اقدر ارتفاعها بخمسة عشر مترا او اقل قليلا, اثر ناقة يبدأ من جانبها الغربي - مما يلي الوادي - والأثر ليس قادما من غير الاكمة "الصخرة" وبجواره اثر فصيل حديث الولادة, ثم يخترق اثر الناقة الاكمة شرقاً, وينقطع اثر فصيلها, ومن يقف امام هذه الصخرة, ويحاول جهده ان يعزو هذا التجويف الكائن فيها, الى أي عامل من عوامل التعرية, فلن يستطيع نسبته الى غير خروج شيء من جوفها, فلم لا تكون تلك صخرة الناقة والاثر اثرها.
صخرة المعاهدات
ومن الشواهد التي تدعم الرأي القائل ان ثمود كانت في "جبل القهر" صخرة سميتها صخرة المعاهدات طبع على هذه الصخرة تسعة اكف باللون الزهري احداها لغلام, وتحت الصخرة قبران, يحويان تسع جثث, احداها لغلام, فاذا علمنا ان المفسدين في ثمود, الذين بيتوا قتل نبي الله صالح, وعقروا الناقة, كانوا تسعة, تاسعهم غلام, وهو من قتل الناقة, بعد ان تهيب قتلها الآخرون, وان التسعة اختبأوا تحت صخرة ينتظرون الليل حتى يقتلوا نبي الله, فأرسل الله عليهم ملائكة رضختهم بالحجارة حتى هلكوا, تحت تلك الصخرة, هل هذا مجرد توافق عددي؟ والاشد غرابة ان بين صخرة المعاهدات هذه, والصخرة التي خرجت منها الناقة, صورة باللون الزهري مرسومة باسلوب شبه بدائي, تعبر عن حيوان يخرج بمشقة من صخرة, " وليس في جزيرة العرب على مر التاريخ قصة حيوان ولدته صخرة, غير ناقة نبي الله صالح". ومما لا شك فيه ان هذه النظرية بحاجة ماسة الى دراسات متخصصة مستفيضة لاثبات صحتها من عدمه, لانها وبلا شك من شأنها ان تقلب عدة مفاهيم وحقائق تاريخية في حال ثبوتها.
***************
منقــــول للإفادة - والعهدة على الراوى
ناقة النبى صالح عليه السلام ..
هل خرجت من صخرة في جبل القهر بالجزيرة العربية؟
==========
جبل القهر أو "زهوان" اعجوبة طبيعية تدهش كل من يزوره ولا يمكن لمن لم يره بأم عينيه أن يتخيل مدى الجمال والروعة التي يتمتع بها هذا الجبل وهذا الجمال المسكون بالقسوة والمعاناة.. والحكايات والاساطير التي يرويها سكانه .. او تروى عنه وعمن مروا به خلال مراحل التاريخ. تشكيلات صخرية عجيبة كأنما نحتت بيد فنان تختلف تماماً عن كل ما يحيط بجبل القهر من جبال واودية ومناطق اخرى. حالت طبيعته الصخرية الوعرة والقاسية دون وصول التنمية إليه, ودون شق الطريق فيه طيلة السنوات الماضية. ومع ذلك فلا يمكن لك مع كل الخوف الذي يخالجك وانت تعبر طرقه الوعرة والخطرة الا ان تسير مشدوها بكل ما تمر به. صخور عجيبة.. كهوف .. غابات كثيفة .. أشجار نادرة .. وحكايات لا تخطر على البال أبداً. بعد ان تجتاز قرية الرهوة على قمة القهر تبدأ بالنزول من الجهة المقابلة للجبل عبر طريق وعرة جداً انحدارا الى منطقة صخرية واسعة تسمى "الواديين" يحيط بها جبل القهر من جميع جهاتها وكأنما هي وسط اناء صخري عميق, حيث تفاجأ ببعض الكهوف المسكونة على قمة الجبل, وبعض الغرف والمساكن الحجرية التي لا تتعدى في غالب الاحيان حجرة واحدة او حجرتين في مناطق متناثرة هنا وهناك, يمر خلالها طريق وعر جداً فوق الصخور يؤدي الى منطقة "الشامية" في جهة مقابلة اخرى على قمة القهر.وهذا الطريق يتصل احياناً عبر وصلات اسمنتية قام المواطنون برصفها على نفقتهم الخاصة ،
جاء ذلك في تقرير للدكتور محمد الحربي نشر اليوم السبت في جريدة "عكاظ" السعودية 26/1/2008م .
بعد عبور منطقة الواديين يتفرع الطريق الاسمنتي الى الشامية والى منطقة اخرى تسمى "الوادي الشرقي" وصلنا اليها بعد عناء ومشقة عبر الطريق الصخري الوعر.
أما منطقة الوادي الشرقي فكانت اكثر المناطق غرابة التي زرناها في منطقة القهر.. وما يردده السكان عنها اكثر غرابة من كل ما شاهدناه في جبل العجائب هذا. حيث يعتقد معظم الاهالي ان قوم ثمود قد عاشوا في جبل القهر, وان ناقة صالح قد خرجت من صخرة في جبل الشرقي وقد عقرت في نفس هذا المكان. حيث توجد صخرة بها تجويف ضخم يقولون ان الناقة خرجت من رحم هذه الصخرة, والى جانبها اثر على صخرة في الجبل يقولون انه مخرج الفصيل "صغير الناقة".
الكفوف التسعة
والى جانب هذه الصخرة يوجد منزل صغير بني من الحجر عبارة عن حجرة واحدة يقولون انه احد المنازل الثمودية الاثرية في المنطقة.
كما يوجد قريباً منه كهف كبير جداً يعتبر اعجوبة اثرية بحق, حيث يوجد على جدران الكهف آثار لتسعة كفوف مطبوعة على جدار الكهف يحيط بكل منها آثار حمراء متناثرة حول الاصابع يقولون انها آثار دماء, وهي آثار ثابتة لا يمكن ازالتها الا انه بمجرد ملامستها فان لونها الاحمر يطبع على يد من يلامسها. ويقولون انه لا يمكن ازالة هذه الآثار رغم محاولات بعض المخربين ازالتها من على جدار الكهف, حتى ان البعض استخدم طلقات نارية لازالتها, ويرددون حولها ما يشبه الاسطورة بأن هذه الآثار كانت تعود للظهور بعد كل محاولة تخريبية لازالتها وانتزاعها من مكانها. اما حكاية هذه الكفوف فهي حسب الاهالي تعود الى التسعة الذين عقروا ناقة صالح, وهم حسب الروايات التاريخية والاحاديث: "قدار بن سالف, ومصدع, وأخاه, وحراباً, ورعيناً, وداود خادم الاصنام, والمصرد, ومفرج وكثير" الذين وصفهم الله عز وجل في محكم التنزيل بقوله تعالى:
{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ }النمل48
ويوجد اسفل جدار الكهف قبران احدهما كبير بين بطريقة تشير الى انه ليس على الطريقة الاسلامية يوجد بداخله جثة كاملة مغطاة تتناثر حولها الكثير من الجماجم والعظام المتناثرة حولها, مما يدل على انها دفنت مجتمعة داخل هذا القبر, والى جانبه قبر آخر اصغر من السابق توجد به ثلاث جماجم يبدو انها لرجل وامرأة وطفل بنفس طريقة الدفن الجماعي, ويشير الاهالي الى انها قد تعود جميعها او بعضها الى جثث الذين عقروا ناقة صالح.
والى الاسفل من الكهف توجد حفرة كبيرة بها آثار حريق محاطة بالحجارة على شكل دائرة وتوجد بنفس المنطقة آثار اخفاف ومنطقة يصدر منها صوت يشبه صوت الناقة. يدعم هذه الفرضية الطبيعة الصخرية للوادي الذي تسكنه هذه الآثار العجيبة. وتوجد في بعض المناطق القريبة منها آثار لهياكل عظمية وجماجم بشرية أثرية تفتح الباب على اكثر من سؤال: هل حقاً عاش قوم ثمود في جبل القهر؟ وهل خرجت ناقة صالح من صخرة في هذا الجبل العظيم؟
الفرضية الجديدة
هذه الفرضية التي تتردد على السن الاهالي لم تأت من فراغ فقد قام احد الباحثين وهو هادي علي ابو عامرية بتبني هذه الفرضية ورسم هذا السيناريو التاريخي لهذه الآثار, وبالمقابل واجهته الكثير من الآراء المعارضة لباحثين اثريين يرون ان قوم ثمود انما عاشوا في منطقة الحجر او ما يعرف بمدائن صالح.
ويقول ابو عامرية: لفت نظري ان معظم منحدرات جبال القهر منحوته بفعل فاعل لا بفعل عوامل التعرية, فبدأت في دارسة تلك الظاهرة, وسمعت عن أربعة معالم يتناقل سكان ذلك الموقع روايات عنها, اولها جبل مشقوق يسمع غير بعيد عنه ما يشبه صوت البعير, يقال: انه صغير ناقة صالح, والثاني صخرة طبعت فيها اكف تسعة نفر, يقال انهم عاقرو الناقة, والثالث اثر اخفاف في عرصة صخرية يقال هو اثر ناقة نبي الله صالح حيث خرجت من الصخرة, والرابع ارض صخرية يضرب لون صخورها الى حمرة يقال ان الناقة نحرت في ذلك الموضع, وان حمرة الصخور من اثر دمها فزادتني هذه المقولات رغبة في دراسة آثار ذلك الجبل, لاسيما أن من ضمن الآثار رسومات تعبر عن حياة امة موغلة في القدم, قبل معرفة الانسان الكتابة, ولقد هالني ان أجد دلائل ترجح ان تلك الآثار لقوم نبي الله صالح دون سواهم, لما لمسته من نحوت اعجازية, وتلك معجزة ثمود, فقد كانت معجزتهم التنافس في نحت الجبال. ويؤكد ابو عامرية ان من يزور ذلك الجبل في منطقة الريث بجازان يلاحظ اذا انحدر الى الواديين ان ينحرف يسارا ليشاهد جبلا في ارتفاع هرم خوفو, منحوت من قمته الى قاعدته, وقد وضعت امامه صخرتان متلاصقتان, اذا جلس الزائر على الصخرة التي الى الوادي, ورفع رأسه الى الجبل, سيرى الجبل فوقه كأنه ظله, وقد يقشعر بدنه, ليس هذا المهم, المهم انه سيرى حافة الجبل تقسم رأسه نصفين, تمر بمنتصف رأسه, واذا انتقل الى الصخرة الاخرى, بفارق بضع سنتيمترات, ونظر فوقه سيرى ان الجبل يظلله رغم بعده عن قاعدته". ويشير ابو عامرية الى ان الصخرتين وضعتا بحساب دقيق فوظيفة هذا الجبل المكهف الحماية من المطر, والصخرتان تحدانه من الامام, ومن يجلس على الصخرة التي في جهة الوادي, قد يصيبه رذاذ المطر اذا كان الريح عاصفاً, فاذا تزحزح شبرا وجلس على الصخرة الاخرى فلن يصيبه المطر البتة, ناهيك بمن يكون في القاعدة او بين الصخرتين, واصحاب المزارع التي تجاوره يضعون فيه قصب الذرة بسنابله حال حصاده ليجف دون ان يصيبه المطر, فهة يحميه من المطر ويوفر له الهواء كما لو كان في العراء, وهذا المفهوم توارثته الاجيال, وهذه العقود توجد في الغالب بالقرب من المزارع. ويضيف ابو عامرية: النحوت الاخرى التي رسمت تحتها لوحات ملونة, وبعضها غير ملونة سواء في الشرق او الشمال او في الواديين, هذه الصخور او الاجبال الصغيرة نحتت من أجل ان تصبح لوحات للرسم, وهناك لوحتان في الشرق, الاولى لوحة فارس, والصخرة التي رسمت فيها هذه اللوحة, منحوته على هيئة فطر "عش الغراب" وعمر هذه اللوحات بعمر هذه الحضارة, وهو في اعتقادي لا يقل عن خمسة آلاف سنة, ولا يزيد عن سبعة آلاف".
ناقة صالح
وعن الصخرة التي ولدت ناقة نبي الله صالح عليه السلام يقول أبو عامرية ان جميع المؤرخين السلف, وكذلك المفسرين, ذكروا ان ثمودا طلبوا من نبيهم على سبيل التحدي ان يخرج لهم ناقة من صخرة بعينها, فواعدهم في يوم عيدهم الاجتماع عند الصخرة, ثم وقف امام الصخرة ودعا الله فتمخضت وخرجت منها ناقة عشراء, وفي جبل الشرقي في ارض شبه مستوية, توجد صخرة على جانب احد الاودية, مجوفة والقلع الذي خرج من جوفها, والذي تقلع عن جوانبها لا يزال موجودا ذات اليمين وذات الشمال منها, ويخترق هذه الصخرة التي اقدر ارتفاعها بخمسة عشر مترا او اقل قليلا, اثر ناقة يبدأ من جانبها الغربي - مما يلي الوادي - والأثر ليس قادما من غير الاكمة "الصخرة" وبجواره اثر فصيل حديث الولادة, ثم يخترق اثر الناقة الاكمة شرقاً, وينقطع اثر فصيلها, ومن يقف امام هذه الصخرة, ويحاول جهده ان يعزو هذا التجويف الكائن فيها, الى أي عامل من عوامل التعرية, فلن يستطيع نسبته الى غير خروج شيء من جوفها, فلم لا تكون تلك صخرة الناقة والاثر اثرها.
صخرة المعاهدات
ومن الشواهد التي تدعم الرأي القائل ان ثمود كانت في "جبل القهر" صخرة سميتها صخرة المعاهدات طبع على هذه الصخرة تسعة اكف باللون الزهري احداها لغلام, وتحت الصخرة قبران, يحويان تسع جثث, احداها لغلام, فاذا علمنا ان المفسدين في ثمود, الذين بيتوا قتل نبي الله صالح, وعقروا الناقة, كانوا تسعة, تاسعهم غلام, وهو من قتل الناقة, بعد ان تهيب قتلها الآخرون, وان التسعة اختبأوا تحت صخرة ينتظرون الليل حتى يقتلوا نبي الله, فأرسل الله عليهم ملائكة رضختهم بالحجارة حتى هلكوا, تحت تلك الصخرة, هل هذا مجرد توافق عددي؟ والاشد غرابة ان بين صخرة المعاهدات هذه, والصخرة التي خرجت منها الناقة, صورة باللون الزهري مرسومة باسلوب شبه بدائي, تعبر عن حيوان يخرج بمشقة من صخرة, " وليس في جزيرة العرب على مر التاريخ قصة حيوان ولدته صخرة, غير ناقة نبي الله صالح". ومما لا شك فيه ان هذه النظرية بحاجة ماسة الى دراسات متخصصة مستفيضة لاثبات صحتها من عدمه, لانها وبلا شك من شأنها ان تقلب عدة مفاهيم وحقائق تاريخية في حال ثبوتها.
***************
منقــــول للإفادة - والعهدة على الراوى