الأقصى في خطر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي هادف


    بين العفو والصفح

    أبو عبيدة
    أبو عبيدة
    Admin


    عدد المساهمات : 197
    تاريخ التسجيل : 12/05/2010
    العمر : 32

    بين العفو والصفح Empty بين العفو والصفح

    مُساهمة  أبو عبيدة الأربعاء مايو 12, 2010 2:30 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {..فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ..}البقرة109
    *********************
    العفو والصفح والتجاوز عن المسيء من خلق المسلم المؤمن الطاهر الصادق التقي , خلق من يريد رضى ربه وعفوه وغفرانه , خُلق من جعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوته و أراد أن يتأسى ويقتدي به فهما خلُقُه صلوات ربي وسلامه عليه كما قالت عائشة رضي الله عنها لما سُئِلَت رضي الله عنها عن خلُق رسولِ الله فقالت: ( لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ) . رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين
    العفو والصفح بهما عزة الإنسان ورفعته ونجاته بإذن الله , و بهما انشراح الصدر ووضاءة الوجه ولين العريكة
    لو تأملنا لفظتي العفو الصفح نجد بينهما تقارب فقد جاءتِ الآيات متضَافِرةً في ذكرِ الصفح والجمعِ بينه وبين العفو كما في قولِه تعالى: { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } [المائدة:13]، وقوله: { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [البقرة:109]، وقوله سبحانه: { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التوبة:22]، وقوله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًا لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14].


    معنى العفو : ترك المؤاخذة بالذنب ،
    ومعنى الصفح : ترك أثره من النفس وكونه لم يبق أثره في النفس قمة في التسامح وهو بغية المؤمن الذي يدعو الله تعالى : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا }..
    إلا أن الصفح أبلغ من العفو كما يقول صاحب أضواء البيان : قالوا : لأن الصفح أصله مشتق من صفحة العنق ، فكأنه يولي المذنب بصفحة عنقه معرضاً عن عتابه فما فوقه .
    إذا الصفح تجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن حاصلاً قال جلّ ذكره :
    { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } .
    قد يكون موجب العفو حقارة قدر المعفو عنه إذ ليس كل أحدٍ أهلاً للعقاب . وللصفح على العفو مزية وهي أن في العفو رفع الجناح ، وفي الصفح إخراج ذكر الإثارة من القلب ، فمن تجاوز عن الجاني ، ولم يلاحظه - بعد التجاوز - بعين الاستحقار والازدراء فهو صاحب الصفح .
    { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب، فإن كل ما هو آت فهو قريب، ،
    وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا..وهو: أن المأمور به هو الصفح الجميل أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية، دون الصفح الذي ليس بجميل، وهو الصفح في غير محله، فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة، كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة، وهذا هو المعنى.
    وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يمثل الأنموذج الرائع في التحلي بهذا الخلق العظيم الذي أمره الله تعالى به فقال له تعالى :
    { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ، وقال أيضًا: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } ..أي بالحلم والإغضاء .
    وقال علي وابن عباس : الصفح الجميل : الرضا بغير عتاب . وأمره صلى الله عليه وسلم يشمل حكمه للأمة لأنه قدوتهم والمشرع لهم.
    والإنسان إذا أراد أن يأخذ حقه فله ذلك لأن الانتصارَ للنفس من الظلمِ لحقّ لكن الأولى والأفضل في حق نفسه أن يعفو ويصفح لأن العفوَ هو الكمالُ والتّقوى { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [الشورى:40].ففي الصفح الجميل عطاء للذي أساء إليك تصبر وتكظم غيظك وتعفو وتصفح ثم تحسن إليه بعطاء كما في قصة أبو بكر ومسطح عندما عفا عنه في حادثة الإفك وأستمر في عطاءه له { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }


    * وكان الإمام جعفر الصادق إذا أخطأ أحد عبيده أعتقه ومن شدة حلمه كان يطمع فيه الخدم.


    * قال محمود الوراق:
    سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ... وإن كثرت منه علي الجرائم


    فالمؤمن الذي يتمنى ويأمل أن يكون الله معه غفوراً ورحيماً يجب أن يتخلق بهذا الخلق ويجعل العفو والصفح جزءاً لا يتجزأ من خلقه. لن يخسر الإنسان الذي جعل شيمته العفو والصفح أبداً في أي مرحلة من مراحل حياته. والذي يضع المستقبل نصب عينيه وهو يعيش حياته الحالية إنسان قد وهبه الله تعالى موهبة خاصة وحكمة.
    إلى هنا تم النقل أرجو أن يكون فيه الفائدة والنفع
    وللمزيد من المعاني الفيّاضة في الرابط التالي :


    منتديات اذكر الله - عرض مشاركة واحدة - منظومة جميلة ’ كلمات ومعاني ‘ لفضيلة الشيخ : أحمد الكبيسي


    *******************************
    اللهم نستهديك لأرشد أمورنا ونستجيرك من شرور أنفسنا..ربنا
    { وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
    اللهم آمين
    ******************

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:52 am