الأقصى في خطر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي هادف


2 مشترك

    مفكرة الاسلام

    ليث
    ليث
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 12/05/2010
    العمر : 27

    مفكرة الاسلام Empty مفكرة الاسلام

    مُساهمة  ليث الأحد مايو 16, 2010 1:23 pm

    مفكرة الإسلام: كان عصر ملوك الطوائف في الأندلس والذي استمر من سنة 422هـ ـ 495هـ، من أسوأ عصور الأندلس، وتداعيات أحداث هذا العصر هي التي أدت في محصلتها للسقوط المدوي لأعظم دول الإسلام، وكان لهذا عدة سمات وخصائص أبرزها ضياع عقيدة الولاء والبراء، وقد تمثل ذلك في دخول ملوك الطوائف كلهم في معاهدات وصداقات وثيقة مع نصارى إسبانيا، بل إن الأمر قد امتد لأن يدخل بعض ملوك الطوائف في حروب داخلية فيما بينهم، ويستعين كل طرف بحلفائه النصارى في قتاله ضد إخوانه المسلمين.
    كانت منطقة بلنسية من أعظم حواضر شرق الأندلس، وكانت منطقة تصطرع عليها عدة قوى، فتارة يحكمها الفتيان الصقالبة، وتارة أولاد المنصور بن أبي عامر، وتارة ابن هود حاكم سرقسطة، ولكثرة الاضطرابات في منقطة شرق الأندلس عمومًا وبلنسية خصوصًا، أصبحت البيئة مهيأة لظهور المغامرين والطامعين ورؤساء العصابات من نصارى إسبانيا، وعلى رأس هؤلاء وأشهرهم المغامر الصليبي «رود ريجو لايان كالفو» أو ما يعرف في المصادر العربية باسم «السيد إلكمبيادور» وهي كلمة معناها المحارب الباسل، وكان هذا الرجل زعيم عصابة من المرتزقة النصارى الذين لا عهد لهم ولا ذمام، يضعون أنفسهم وخدماتهم تحت تصرف من يدفع لهم، فتارة في خدمة المسلمين، وتارة في خدمة النصارى، وكان في بداياته خاملاً لا ذكر له حتى التحق بخدمة بني هود الذين أغدقوا عليه بالأموال واتخذوه صديقًا مقربًا ومشيرًا وقائدًا لعملياتهم الحربية المخربة، ثم ما لبث أن أصبح زعيمًا لعصابة من المرتزقة تقدر بسبعة آلاف من النصارى وهو بذلك أصبح أكبر قوة في منطقة بلنسية وشرق الأندلس، مستخدمًا الخداع والغدر والخيانة ونقض العهود ومحالفة البعض على البعض الآخر.
    كان أهل بلنسية حانقين على حكم ابن هود الخانع الجبان، فقاد قاضي المدينة ابن جحاف جموع الثائرين وقتلوا ابن هود حليف إلكمبيادور، وأرسل للمرابطين يطلب منهم القدوم لنجدة بلنسية وذلك سنة 485هـ، فأرسلوا سرية من جنودهم تقدر بثلاثمائة جندي، فلما وصلت الأخبار للصليبي إلكمبيادور، أسرع بجنوده ليستولي على بلنسية من يد «ابن جحاف» والمرابطين، وقد أذن له في تملكها ملك إسبانيا الكبير «الفونسو السادس» وجعلها وراثية في أبنائه وأحفاده، ووصل إلكمبيادور إلى بلنسية سنة 486هـ وضرب على المدينة حصارًا شديدًا اشترك معه فيه أنصار الملك ابن هود المقتول أو ما يعرف داخل «بلنسية» بالحزب الإسباني، وأضحت بلنسية ومن فيها نهبًا لحصار مرهق استمر أكثر من عام حتى أكل أهلها القطط والكلاب والجيف وأصبحوا أشباحًا هزيلة، ومع ذلك هم مصممون على الدفاع عنها حتى الموت، وارتفعت الأسعار وشحت الأقوات حتى أكل الناس موتاهم، وعندها قرر أهل المدينة تسليمها للصليبيين، وقد تعهد إلكمبيادور باحترام أهلها والحفاظ عليهم وهو لا عهد له ولا ذمة كما سيحدث فيما بعد، وبذل لابن جحاف وعودًا وشروطًا بالأمن والأمان، وفي يوم الخميس 28 جمادى الأولى 487هـ ـ 15 يونية 1094م دخل إلكمبيادور بلنسية، وأعلن قيام مملكة صليبية جديدة في شرق الأندلس، لم تكن لتقوم أو لتظهر لولا ضعف المسلمين وخذلانهم وغياب الوازع الديني وعقيدة الولاء والبراء عند ملوك الطوائف.
    أبو عبيدة
    أبو عبيدة
    Admin


    عدد المساهمات : 197
    تاريخ التسجيل : 12/05/2010
    العمر : 32

    مفكرة الاسلام Empty رد: مفكرة الاسلام

    مُساهمة  أبو عبيدة الجمعة مايو 21, 2010 6:37 am

    سلمت يدك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 1:14 am