داحس المصرية والغبراء الجزائرية
إذن فالكل يسبح الآن فى نهر من الجنون. البعض نزل النهر مختارا ً بإرادته الكاملة، والغالبية سيقت كالقطيع إليه.
وهكذا تحولت كرة القدم من لعبة جميلة ووسيلة لتفريغ شحنات الكبت والإحباط إلى حروب ومعارك شيطانية تكتب شهادة وفاة جديدة للعرب، وتخرجهم من التاريخ الإنسانى، وتضعهم فى قاع الهمجية والتخلف.
المشهد الآن من القاهرة إلى الجزائر يردنا إلى حالة عرب الجاهلية الذين حاربوا بعضهم البعض 40 سنة بسبب مباراة فاصلة بين الحصان داحس المنتمى لقبيلة عبس، والحصان الغبراء المنتمى لقبيلة ذبيان، وهى الحرب التى انجرت إليها بقية القبائل والشعوب العربية.
وتكرر المشهد نفسه فى حرب البسوس لمدة أربعين عاما ً أيضا بسبب ناقة قتلت.
المشهد ذاته يتكرر الآن فى القرن الحادى والعشرين: حجارة تلقى على حافلة المنتخب الجزائرى فى القاهرة، يقابلها هجوم على الجالية المصرية فى الجزائر، إعلام هنا وهناك ملوث بالجهل والتعصب والتفاهة يزيد الحرائق اشتعالا بدلا من أن يحاول إطفاءها، حكام وجدوا فى كرة القدم ضالتهم لامتطاء شعوبهم وصرفهم عن قضاياهم الحقيقية.
وفى تفاصيل المشهد: جسر جوى أعلن عنه أحمد عز لنقل المقاتلين إلى السودان.. يقابله جسر آخر لنقل مقاتلى الجزائر استعدادا لموقعة أم درمان الفاصلة.. وقبل ذلك كان جسر جوى من 11 طائرة ينقل جماهير الكويت إلى مرسى علم فى الساحل الشمالى المصرى رأسا للرقص على أنغام المطربة العالمية بيونسيه.
قنوات تليفزيونية وصحف رسمية وغير رسمية تحشد الجموع للقتال، وليس لعب مباراة كرة، استدعاء محموم لأناشيد وأغان وطنية صنعت خصيصا ً لمناسبات عظيمة مرت بتاريخ العرب وهى تسعى إلى التحرر من الإستعمار وتحاول بناء حياة محترمة.
ابتذال واستخدام رخيص وتافه لأعمال فنية عظيمة ارتبطت
فى أذهان الناس بمعارك وطنية حقيقية، وحالة من الهوس الإلكترونى فى المنتديات والمواقع تدعو الشعبين للإنتحار الجماعى من أجل الفوز بمباراة فى كرة القدم.
ولابد أن هذه الدعوات المحمومة لتسيير الجسور الجوية للنزال فى أم درمان تذكرك على الفور بمأساوية الوضع فى غزة أثناء العدوان الإسرائيلى الأخير حيث لم يكن لدى أى نظام عربى
بينما كان يسقط المئات من الشهداء " شباب وأطفال ونساء وشيوخ " مجرد الإستعداد لمجرد السماح بمرور جسر جوى أو برى أو بحرى لنقل المساعدات الإنسانية الآتية من مختلف دول العالم إلى المحاصرين من الشعب الفلسطينى الأعزل وهو يواجه آلة الحرب الصهيونية.. هنيئا ً لأعدائنا الحقيقيين بنا.. ولنقفز جميعا ً إلى الجحيم.
منقــــــول من جريدة الشروق المصرية بتصرف
ولاحول ولا قــــــــوة إلا بالله
حسبنا الله ونعم الوكيل
أفيقــــــــــوا أيها المسلمون
إذن فالكل يسبح الآن فى نهر من الجنون. البعض نزل النهر مختارا ً بإرادته الكاملة، والغالبية سيقت كالقطيع إليه.
وهكذا تحولت كرة القدم من لعبة جميلة ووسيلة لتفريغ شحنات الكبت والإحباط إلى حروب ومعارك شيطانية تكتب شهادة وفاة جديدة للعرب، وتخرجهم من التاريخ الإنسانى، وتضعهم فى قاع الهمجية والتخلف.
المشهد الآن من القاهرة إلى الجزائر يردنا إلى حالة عرب الجاهلية الذين حاربوا بعضهم البعض 40 سنة بسبب مباراة فاصلة بين الحصان داحس المنتمى لقبيلة عبس، والحصان الغبراء المنتمى لقبيلة ذبيان، وهى الحرب التى انجرت إليها بقية القبائل والشعوب العربية.
وتكرر المشهد نفسه فى حرب البسوس لمدة أربعين عاما ً أيضا بسبب ناقة قتلت.
المشهد ذاته يتكرر الآن فى القرن الحادى والعشرين: حجارة تلقى على حافلة المنتخب الجزائرى فى القاهرة، يقابلها هجوم على الجالية المصرية فى الجزائر، إعلام هنا وهناك ملوث بالجهل والتعصب والتفاهة يزيد الحرائق اشتعالا بدلا من أن يحاول إطفاءها، حكام وجدوا فى كرة القدم ضالتهم لامتطاء شعوبهم وصرفهم عن قضاياهم الحقيقية.
وفى تفاصيل المشهد: جسر جوى أعلن عنه أحمد عز لنقل المقاتلين إلى السودان.. يقابله جسر آخر لنقل مقاتلى الجزائر استعدادا لموقعة أم درمان الفاصلة.. وقبل ذلك كان جسر جوى من 11 طائرة ينقل جماهير الكويت إلى مرسى علم فى الساحل الشمالى المصرى رأسا للرقص على أنغام المطربة العالمية بيونسيه.
قنوات تليفزيونية وصحف رسمية وغير رسمية تحشد الجموع للقتال، وليس لعب مباراة كرة، استدعاء محموم لأناشيد وأغان وطنية صنعت خصيصا ً لمناسبات عظيمة مرت بتاريخ العرب وهى تسعى إلى التحرر من الإستعمار وتحاول بناء حياة محترمة.
ابتذال واستخدام رخيص وتافه لأعمال فنية عظيمة ارتبطت
فى أذهان الناس بمعارك وطنية حقيقية، وحالة من الهوس الإلكترونى فى المنتديات والمواقع تدعو الشعبين للإنتحار الجماعى من أجل الفوز بمباراة فى كرة القدم.
ولابد أن هذه الدعوات المحمومة لتسيير الجسور الجوية للنزال فى أم درمان تذكرك على الفور بمأساوية الوضع فى غزة أثناء العدوان الإسرائيلى الأخير حيث لم يكن لدى أى نظام عربى
بينما كان يسقط المئات من الشهداء " شباب وأطفال ونساء وشيوخ " مجرد الإستعداد لمجرد السماح بمرور جسر جوى أو برى أو بحرى لنقل المساعدات الإنسانية الآتية من مختلف دول العالم إلى المحاصرين من الشعب الفلسطينى الأعزل وهو يواجه آلة الحرب الصهيونية.. هنيئا ً لأعدائنا الحقيقيين بنا.. ولنقفز جميعا ً إلى الجحيم.
منقــــــول من جريدة الشروق المصرية بتصرف
ولاحول ولا قــــــــوة إلا بالله
حسبنا الله ونعم الوكيل
أفيقــــــــــوا أيها المسلمون